فصل: من فوائد ابن جزي في الآيات:

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم



.من فوائد ابن جزي في الآيات:

قال رحمه الله:
{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142)}
{جنات معروشات} مرفوعات على دعائم وشبهها {وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ} متروكات على وجه الأرض، وقيل: المعروشات على ما غرسه الناس في العمران وغير معروشات: ما أنبته الله في الجبال والبراري {مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ} في اللون والطعم والرائحة والحجم، وذلك دليل على أن الخالق مختار مريد {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} في اللون والطعم والرائحة والحجم، وذلك دليل على أن الخالق مختار مريد {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ} قيل: حقه هنا الزكاة وهو ضعيف لوجهين: أحدهما: أن الآية مكية، وإنما فرضت الزكاة بالمدينة، والآخر: أن الزكاة لا تعطى يوم الحصاد، وإنما تعطى يوم ضم الحبوب والثمار، وقيل: حقه ما يصدق به على المساكين يوم الحصاد، وكان ذلك واجبًا ثم نسخ بالعشر، وقيل: هو ما يسقط من السنبل، والأمر على هذا للندب {حَمُولَةً وَفَرْشًا} عطف على جنات، والحمولة الكبار، والفرش الصغار: كالعجاجيل جمع عجل والفصلان وقيل: الحمولة الإبل لأنها يحمل عليها، والفرش: الغنم لأنها تفرش للذبح ويفرش ما ينسج من صوفها.
{ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)}
{ثمانية أزواج} بدل من حمولة وفرشاَ، وسماها أزواجًا، لأن الذكر زوج للأنثى والأنثى زوج للذكر {مَّنَ الضأن اثنين} يريد الذكر والأنثى، وكذلك فيما بعده {قُلْ ءَآلذَّكَرَيْنِ} يعني الذكر من الضأن والذكر من المعز، ويعني بالأنثيين الأنثى من الضأن، والأنثى من المعز، وكذل فيما بعده من الإبل والبقر والهمزة للإنكار {نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ} تعجيز وتوبيخ {مِمَّنِ افترى عَلَى الله كَذِبًا} يعني في تحريم ما لم يحرم الله، وذلك إشارة إلى العرب في تحريمهم أشياء كالبحيرة وغيرها.
{قُلْ لَا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنْزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (145) وَعَلَى الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا كُلَّ ذِي ظُفُرٍ وَمِنَ الْبَقَرِ وَالْغَنَمِ حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ شُحُومَهُمَا إِلَّا مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا أَوِ الْحَوَايَا أَوْ مَا اخْتَلَطَ بِعَظْمٍ ذَلِكَ جَزَيْنَاهُمْ بِبَغْيِهِمْ وَإِنَّا لَصَادِقُونَ (146)}
{قُل لاَّ أَجِدُ} الآية تقتضي حصر المحرمات فيما ذكر، وقد جاء في السنة تحريم أشياء لم تذكر هنا كلحوم الحمر الأهلية فذهب قوم إلى أن السنة نسخت هذا الحصر، وذهب آخرون إلى أن الآية وردت على سبب فلا تقتضي الحصر، وذهب آخرون إلى أن ما عدا ما ذكر إنما نهى عنه على وجه الكراهة، لا على وجه التحريم {أَوْ فِسْقًا} معطوف على المنصوبات قبله، وهو ما أُهِلَّ به لغير الله سماه فسقًا لتوغله في الفسق، وقد تقدم الكلام على هذه المحرمات في [البقرة: 173] {كُلَّ ذِي ظُفُرٍ} هو ما له أصبع من دابة وطائر قاله الزمخشري وقال ابن عطية: يراد به الإبل والأوز والنعام ونحوه؛ من الحيوان الذي هو غير منفرج الأصابع، أو له ظفر وقال الماوردي مثله، وحكى النقاش عن ثعلب: أن كل ما لا يصيد فهو ذو ظفر، وما يصيد فهو ذو مخلب، وهذا غير مطرد، لأن الأسد ذو ظفر {إِلاَّ مَا حَمَلَتْ ظُهُورُهُمَا} يعني ما في الظهور والجُنوب من الشحم {أَوِ الحوايا} هي المباعر، وقيل: المصارين والحشوةونحوهما مما يتحوّى في البطن، وواحد حوايا على هذا فعائل كصحيفة وصحائف، وقيل: واحدها حاوية على وزن فاعله فحوايا على هذا فواعل: كضاربة وضوارب، وهو معطوف على ما في قوله: إلا ما حملت الظهور، فهو من المستثنى من التحريم، وقيل: عطف على الظهور، فالمعنى إلا ما حملت الظهور، أو حملت الحوايا، وقيل: عطف على الشحوم، فهو من المحرم {أَوْ مَا اختلط بِعَظْمٍ} يريد ما في جميع الجسد {وِإِنَّا لصادقون} أي فيما أخبرنا به من التحريم، وفي ذلك تعريض بكذب من حرم ما لم يحرم الله.
{فَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ وَاسِعَةٍ وَلَا يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ (147)}
{فَإِن كَذَّبُوكَ فَقُلْ رَّبُّكُمْ ذُو رَحْمَةٍ واسعة} أي إن كذبوك فيما أخبرت به من التحريم فقل لهم: ربكم ذو رحمة واسعة إذ لا يعاجلكم بالعقوبة على شدة جرمكم، وهذا كما تقول عند رؤية معصية: ما أحلم الله! تريد لإمهاله عن مثل ذلك ثم أعقب وصفه بالرحمة الواسعة بقوله: {وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُهُ عَنِ القوم المجرمين} أي لا تغتروا بسعة رحمته، فإنه لا يرد بأسه عن مثلكم إما في الدنيا أو في الآخرة. اهـ.

.من فوائد الشوكاني في الآيات:

قال رحمه الله:
{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142)}
هذا فيه تذكير لهم ببديع قدرة الله وعظيم صنعه {أَنشَأَ} أي خلق، والجنات: البساتين {معروشات} مرفوعات على الأعمدة {وَغَيْرَ معروشات} غير مرفوعات عليها.
وقيل المعروشات ما انبسط على وجه الأرض مما يعرش مثل الكرم والزرع والبطيخ، وغير المعروشات: ما قام على ساق مثل النخل وسائر الأشجار.
وقيل المعروشات: ما أنبته الناس وعرشوه، وغير المعروشات: ما نبت في البراري والجبال.
قوله: {والنخل والزرع} معطوف على جنات، وخصهما بالذكر مع دخولهما في الجنات لما فيها من الفضيلة {مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ} أي حال كونه مختلفًا أكله في الطعم والجودة والرداءة.
قال الزجاج: وهذه مسألة مشكلة في النحو، يعني انتصاب {مختلفًا} على الحال لأنه يقال قد أنشأها ولم يختلف أكلها، فالجواب أن الله سبحانه أنشأها مقدّرًا فيها الاختلاف، وقد بين هذا سيبويه بقوله: مررت برجل معه صقر صائدًا به غدًا، أي مقدّرًا للصيد به غدًا، كما تقول: لتدخلنّ الدار آكلين شاربين، أي مقدّرين ذلك، وهذه هي الحال المقدرة المشهورة عند النحاة المدوّنة في كتب النحو.
وقال: {مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ} ولم يقل أكلهما، اكتفاء بإعادة الذكر على أحدهما كقوله: {وَإِذَا رَأَوْاْ تجارة أَوْ لَهْوًا انفضوا إِلَيْهَا} [الجمعة: 11] أو الضمير بمنزلة اسم الإشارة، أي أكل ذلك.
قوله: {والزيتون والرمان} معطوف على جنات، أي وأنشأ الزيتون والرمان حال كونه متشابهًا وغير متشابه، وقد تقدم الكلام على تفسير هذا {كُلُواْ مِن ثَمَرِهِ} أي: من ثمر كل واحد منهما، أو من ثمر ذلك {إِذَا أَثْمَرَ} أي إذا حصل فيه الثمر وإن لم يدرك ويبلغ حدّ الحصاد.
قوله: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِه}.
وقد اختلف أهل العلم هل هذه محكمة أو منسوخة أو محمولة على الندب؟ فذهب ابن عمر، وعطاء، ومجاهد وسعيد بن جبير، إلى أن الآية محكمة، وأنه يجب على المالك يوم الحصاد أن يعطي من حضر من المساكين القبضة والضغث ونحوهما.
وذهب ابن عباس، ومحمد بن الحنفية، والحسن، والنخعي، وطاووس، وأبو الشعثاء، وقتادة، والضحاك وابن جريج، أن هذه الآية منسوخة بالزكاة.
واختاره ابن جرير، ويؤيده أن هذه الآية مكية، وآية الزكاة مدنية في السنة الثانية بعد الهجرة، وإلى هذا ذهب جمهور أهل العلم من السلف والخلف.
وقالت طائفة من العلماء: إن الآية محمولة على الندب لا على الوجوب.
قوله: {وَلاَ تُسْرِفُواْ} أي في التصدق، وأصل الإسراف في اللغة: الخطأ.
والإسراف في النفقة: التبذير.
وقيل: هو خطاب للولاة يقول لهم لا تأخذوا فوق حقكم.
وقيل المعنى: لا تأخذوا الشيء بغير حقه وتضعونه في غير مستحقه.
قوله: {وَمِنَ الأنعام حَمُولَةً وَفَرْشًا} معطوف على جنات، أي وأنشأ لكم من الأنعام حمولة وفرشًا، والحمولة ما يحمل عليها، وهو يختص بالإبل فهي فعولة بمعنى فاعلة، والفرش ما يتخذ من الوبر والصوف والشعر، فراشًا يفترشه الناس.
وقيل: الحمولة الإبل، والفرش: الغنم.
وقيل الحمولة: كل ما حمل عليه من الإبل والبقر والخيل والبغال والحمير، والفرش: الغنم، وهذا لا يتم إلا على فرض صحة إطلاق اسم الأنعام على جميع هذه المذكورات.
وقيل الحمولة: ما تركب، والفرش: ما يؤكل لحمه {كُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ} من هذه الأشياء {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خطوات الشيطان} كما فعل المشركون من تحريم ما لم يحرمه الله، وتحليل ما لم يحلله {إِنَّهُ} أي الشيطان {لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} مظهر للعداوة ومكاشف بها.
وقد أخرج ابن المنذر، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس، في قوله: {وَهُوَ الذي أَنشَأَ جنات معروشات} قال: المعروشات ما عرش الناس {وَغَيْرَ معروشات} ما خرج في الجبال والبرّية من الثمار.
وأخرج عبد بن حميد، عن قتادة قال: معروشات بالعيدان والقصب وغير معروشات قال: الضاحي.
وأخرج أبو الشيخ، عن ابن عباس {معروشات} قال: الكرم خاصة.
وأخرج ابن المنذر، والنحاس، وأبو الشيخ، وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِه} قال: «ما سقط من السنبل» وأخرج أبو عبيد، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، والنحاس، والطبراني، وأبو الشيخ، وابن مردويه، والبيهقي في سننه، عن ابن عمر في قوله: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِه} قال: كانوا يعطون من اعتزّ بهم شيئًا سوى الصدقة.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، والبيهقي عن مجاهد في الآية قال: إذا حصدت فحضرك المساكين فاطرح لهم من السنبل.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وأبو الشيخ، عن ميمون بن مهران ويزيد الأصم قال: كان أهل المدينة إذا صرموا النخل يجيئون بالعذق فيضعونه في المسجد فيجيء السائل، فيضربه بالعصا فيسقط منه، فهو قوله: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِه}.
وأخرج ابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن حماد بن أبي سليمان، في الآية قال: كانوا يطعمون منه رطبًا.
وأخرج أحمد، وأبو داود في سننه، من حديث جابر بن عبد الله: أن النبيّ صلى الله عليه وسلم، أمر من كل حادي عشرة أوسق من التمر بقنو يعلق في المسجد للمساكين.
وإسناده جيد.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن أبي شيبة، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، والنحاس، والبيهقي في سننه، عن ابن عباس، قال: {وَآتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِه} نسخها العشر، ونصف العشر.
وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وأبو داود في ناسخه، وابن المنذر عن السديّ نحوه.
وأخرج النحاس، وأبو الشيخ، والبيهقي، عن سعيد بن جبير نحوه.
وأخرج ابن أبي حاتم، عن عكرمة نحوه.
وأخرج أبو عبيد، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، عن الضحاك نحوه.
وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، عن الشعبي قال: إن في المال حقًا سوى الزكاة.
وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن أبي حاتم، وأبو الشيخ، عن أبي العالية قال: ما كانوا يعطون شيئًا سوى الزكاة، ثم إنهم تبادروا وأسرفوا، فأنزل الله: {وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين}.
وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن ابن جريج قال: نزلت في ثابت بن قيس بن شماس جذّ نخلًا فقال: لا يأتيني اليوم أحد إلا أطعمته، فأطعم حتى أمسى وليس له تمرة، فأنزل الله: {وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ المسرفين}.
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال: لو أنفقت مثل أبي قبيس ذهبًا في طاعة الله لم يكن إسرافًا.